فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الروم:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
روى الواقدي عن سليمان عن أبي جعفر: {وَآثَارُوا الْأَرْضَ} ممدودة. قال ابن مجاهد: ليس هذا بشيء.
قال أبو الفتح ظاهره لعمري منكر إلا أن له وجها ما، وليس لحنا مقطوعا به؛ وذلك أنه أراد وأثاروا الأرض، أي: شققوها للغرس والزراعة، وهو أفعلوا من قول الله سبحانه: {لا ذَلُول تُثيرُ الْأَرْضَ} إلا أنه أشبع فتحة الهمزة؛ فأنشأ عنها ألفا، فصارت {آثاروا} وقد ذكرنا ذلك وشواهده في نحو قول ابن هرمة:
فأنْتَ منَ الغَوائل حينَ تُرْمَى ** ومنْ ذَمَّ الرجال بمُنْتَزاح

يريد: بمنتزح، منفعل من النازح؛ فأشبع فتحة الزاي، فأنشأ عنها ألفا. وهذا لعمري مما تختص به ضرورة الشعر لا تخيُّر القرآن.
ومن ذلك قراءة عكرمة {حينًا تُمْسُونَ}.
قال أبو الفتح: أراد: حينًا تمسون فيه، فحذف {فيه} تخفيفا. هذا مذهب صاحب الكتاب في نحوه، وهو قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزي نَفْس عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} أي لا تجزي فيه ثم حذف {فيه} معتبطا لحرف الجر والضمير لدلالة الفعل عليهما.
وقال أبو الحسن: حذف في فبقي تجزيه؛ لأنه أوصل إليه الفعل، ثم حذف الضمير من بعد، ففيه حذفان متتاليان شيئا على شيء، وهذا أرفق، والنفس به أبسأ من أن يُعْتَبَطَ الحرفان معا في وقت واحد.
وقرأ أيضا: {وَحينًا تُصْبحُونَ} والطريق واحد.
ومن ذلك قراءة أبي العالية: {فَيُمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُون}.
قال أبو الفتح: {يمتعوا} معطوف على قوله: {ليَكْفُرُوا بمَا آتَيْنَاهُمْ فَيُمَتَّعُوا} أي: فتطول أعمارهم على كفرهم فسوف يعلمون، تهدّدا على ذلك.
ومن ذلك قراءة علي عليه السلام: {من خَلَله} وكذا ابن عباس والضحاك والحسن، بخلاف.
قال أبو الفتح: يجوز أن يكون خلل واحد خلال، كجَبَل وجبال، ودار وديَار. ويجوز أن يكون خلال واحدًا عَاقَبَ خللا، كالغَرَاء والغرَاء، والصَلَى والصَّلاء. وسُمّيَ الرجلُ خليلا، كأنه يسدُّ خَلَلَ خَليله، فهذا إذا للسلب لا للإثبات، كالسُّكاك للهواء بين الأرض والسماء، كأنه استلب معنى س ك ك، وهو الضيق، وقد تقدم نحو هذا.
ومن ذلك قراءة الجحدري وابن السميفع وأبي حيوة: {أثَر رَحْمَة اللَّه} {كيْفَ تُحْيي}.
قال أبو الفتح ذهب بالتأنيث إلى لفظ الرحمة ولا تقول على هذا: أما ترى إلى غلام هند كيف تضرب زيدا؟ بالتاء وفرق بينهما أن الرحمة قد يقوم مقامها أثرها، فإذا ذكرت أثرها فكأن الغرض في ذلك إنما هو هي. تقول: رأيت عليك النعمة، ورأيت عليك أثر النعمة، ولا يعبر عن هند بغلامها.
ألا ترى أنك لا تقول رأيت غلام هند وأنت تعني أنك رأيتها؟ وأثر النعمة كأنه هو النعمة، وقوله: {كَيْفَ تُحْيي} جملة منصوبة الموضع على الحال، حملا على المعنى لا على اللفظ؛ وذلك أن اللفظ استفهام، والحال ضرب من الخبر، والاستفهام والخبر معنيان متدافعان. وتلخيص كونها حالا أنه كأنه قال: فانظر إلى أثر رحمة الله محيية للأرض بعد موتها، كما أن قوله:
ما زلْتُ أسعَى معهمْ وأختبط

حتى إذا جاء الظلامُ المُخْتَلط

جاءُوا بضَيْحٍ هَلْ رَأيْتَ الذّيبَ قَطّ

فقوله: هل رأيت الذيب قط جملة استفهامية، إلا أنها في موضع وصف الضيح حملا على معناها دون لفظها؛ لأن الصفة ضرب من الخبر، فكأنه قال: جاءوا بضيح يشبه لونه لون الذئب. والضيح: هو اللبن المخلوط بالماء، فهو يضرب إلى الخضرة والطلسة، وعليه قول الآخر:
إلَى الله أَشْكُو بالمدينة حاجَةً ** وبالشَّام أُخْرَى كَيْفَ تَلْتَقيان

فقوله: كيف تلتقيان جملة في موضع نصب بدلا من حاجةً وحاجةً، فكأنه قال: إلى الله أشكو هاتين الحالتين تعذر التقائهما، هذا أحسن من أن تقتطع قوله: كيف تلتقيان مستأنفا، لأن هذا ضرب من هجنة الإعراب، لأنه إنما يشكو تعذر التقائهما، ولا يريد استقبال الاستفهام عنهما.
ومن ذلك قراءة الحسن: {إلَى يَوْم الْبَعَث فَهَذَا يَوْمُ الْبَعَث} بفتح العين فيهما.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على حديث فتحة الحرف الحلقي إذا كان ساكن الأصل تاليا للفتح، وذكر الفرق بين قولنا وقول البغداديين فيه، وأننى أرى فيه رأيهم لا أرى أصحابنا. وذكرت ما سمعته من الشجري وغيره من قولهم فيه: أنا محموم، وقوله: يغذو، وهو يريد: يغذو. فلا حاجة لإعادته هنا، فكذلك يجوز أن يكون أراد {البعث} على قراءة الجماعة، ثم حرك بالفتح لأجل حرف الحلق.
ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق ويعقوب: {ولا يَسْتَحقَّنَّكَ}.
قال أبو الفتح: أي لا يغلبنك، فيصيروا أحق بك منك بنفسك، هذا محصول هذه القراءة. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الروم مكية وآيها تسع وخمسون مكي ومدني أخير وستون في الباقي خلافها خمس ألم كوفي غلبت الروم غير مكي ومدني أخير بضع سنين غيره وكوفي {سيغلبون} غير مكي بخلف {يقسم المجرمون} مدني أول القراآت قد مر سكت أبي جعفر على حرف الم كإمالة {الدنيا} لحمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو بخلفه وتقليها للأزرق وابي عمرو بخلفهما وقرأ {رسلهم} بسكون السين أبو عمرو.
واختلف في {عاقبة الذين} الآية 10 الثاني فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالرفع اسما لكان وخبرها {السوآى} وهو تأنيث الأسوأ أفعل من السوء و{أن كذبوا} مفعول من أجله متعلق بالخبر لا بأساؤا للفصل حينئذ بين الصلة ومتعلقها بالخبر وهو ممتنع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالنصب خبرا لكان والاسم السوآى أو السوآى مفعول أساؤا وإن كذبوا الاسم وخرج بالثاني الأول والثالث كيف كان عاقبة المتفق على رفعهما وأمال {السوأى} حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويمد همزها الأزرق وصلا مدا مشبعا عملا بأقوى السببين وهو المد لأجل الهمز بعدها كما مر فإن وقف عليها جازت الثلاثة له بسبب تقدم الهمز وذهاب سببية الهمز بعد ويوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس وبالإبدال والإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد وحكي ثالث وهو التسهيل بين بين لكنه ضعيف كما في النشر وقرأ أبو جعفر {يستهزؤون} بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه والجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش وبالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر للرسم على مختار الداني فهذه ثلاثة لا يصح غيرها وأما التسهيل كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامل وهو الحذف مع كسر الزاي كما حقق في النشر وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك مطلقا ومن روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد أن اعتد به ومن روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع إن اعتد به ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {يبدؤا} بإبدال الهمزة ألفا على القياسي ويجوز تسهيلها كالواو وعلى الرسم تبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويجوز الإشارة إلى حركتها بالروم والإشمام فهذه خمسة كلها تقدمت في الملؤا بالنمل المرسوم بالواو.
واختلف في {ثم إليه ترجعون} الآية 11 فأبو عمرو وأبو بكر وروح بالغيب وافقهم اليزيدي والباقون بالخطاب وقرأ بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {شفعؤا} المرسوم بالواو بإبدالها ألفا على القياس مع المد والتوسط والقصر وبين بين مع المد والقصر فهذه خمسة وعلى الرسم تبدل واوا مع المد والقصر والتوسط حال سكون الواو وتجوز الثلاثة مع الإشمام والقصر مع الروم تصير اثني عشر وجها خمسة على القياسي وسبعة على الرسمي وقرأ {الميت} بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب وقرأ {وكذلك تخرجون} الأول من هذه السورة بالبناء للفاعل حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلف عنه تقدم تفصيله بالأعراف والباقون بالبناء للمفعول وخرج الثاني إذا أنتم تخرجون المتفق على بنائه للفاعل كموضع الحشر.
واختلف في {للعالمين} الآية 22 فحفص بكسر اللام قبل الميم جمع عالم ضد الجاهل لأنه المنتفع بالآيات على حد وما يعقلها إلا العالمون والباقون بفتحها جمع عالم وهو كل موجود سوى الله لأنها لا تكاد تخفى على أحد وهو اسم جمع وإنما جمع باعتبار الأزمان والأنواع ومر تغليظ لام {ظلموا} للأزرق بخلفه كالوقف على {فطرت} بالهاء لابن كثير وابي عمرو والكسائي ويعقوب وقرأ {فرقوا} بألف بعد الفاء وتخفيف الراء حمزة والكسائي وسبق بالأنعام وقرأ {يقنطون} بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره والباقون بفتحها وسبق بالحجر وقرأ {أتيتم من ربا} بقصر الهمزة ابن كثير وحده أي وما جئتم والباقون بالمد بمعنى الإعطاء ومر بالبقرة وخرج بالقيد آتيتم من زكاة المتفق على مده.
وأمال {من ربا} وقفا حمزة والكسائي وخلف وتقدم في الإمالة أن الجمهور على فتحه للأزرق وجها واحدا لكونه واويا.
واختلف في {ليربو} الآية 39 فنافع وابو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق وضمها وسكون الواو على إسناده لضمير المخاطبين وهو مضارع أربى معدى بالهمزة فمضارعه مضموم حذفت منه نون الرفع لنصبه بأن مقدرة بعد لام كي وافقهم الحسن والباقون بياء الغيب وفتحها وفتح الواو لإسناد الفعل إلى ضمير يربو وهو مضارع ربا زاد فواوه لام الكلمة وفتحت علامة للنصب لأنها حرف الإعراب وخرج فلا يربو المتفق على غيبته وقرأ عما يشركون بالغيب نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب ومر بيونس.
واختلف في {لنذيقهم بعض} الآية 41 فروح بالنون للعظمة واختلف فيه عن قنبل فابن مجاهد عنه بالنون كذلك وكذا أبو الفرج عن ابن شنبوذ فانفرد بذلك عنه وروى الشطوي كباقي أصحابه عن ابن شنبوذ عنه بالياء من تحت وبه قرأ الباقون وخرج بالقيد الثاني المتفق على غيبته.
وقرأ {الريح فتثير} الآية 48 بالتوحيد ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وخرج الرياح مبشرات المتفق على جمعه لوصفه بمبشرات وقرأ {كسفا} بفتح السين نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وبه قرأ الداني من طريق الحلواني على شيخه فارس وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وافقهم الأربعة وهو جمع كسفة كقطعة وقطع وقرأ ابن ذكوان وهشام من جميع طرق ابن مجاهد وأبو جعفر بالإسكان جمع كسفة أيضا كسدرة وسدر وصحح في النشر الوجهين عن هشام من طريقيه.
وأمال {فترى الودق} الآية 48 وصلا السوسي بخلف عنه وقرأ {ينزل عليهم} بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
واختلف في {أثر رحمت} فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالجمع لتعدد أثر المطر المعبر عنه بالرحمة وتنوعه وافقهم الحسن والأعمش وأمالها ابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي والباقون بالتوحيد ووقف على رحمة بالهاء ابن كثير وابو عمرو والكسائي ويعقوب وقرأ {ولا يسمع الصم} بفتح الياء من تحت وفتح الميم ورفع الصم على الفاعلية ابن كثير وافقه ابن محيصن والباقون بضم التاء الفوقية مع كسر الميم ونصب الصم على المفعولية وسهل الثانية من الدعاء إذا كالياء نافع وابن كثير وابو عمر وأبو جعفر ورويس وقرأ {بهادي} بفتح التاء من فوق وإسكان الهاء بلا ألف {العمي} بالنصب حمزة والباقون بكسر الموحدة وفتح الهاء وألف بعدها مضافا للعمي فتكسر الياء ومر ذلك مع توجيهه بالنمل وإنه يوقف عليه بالياء لحمزة والكسائي بخلفهما ويعقوب.
واختلف في {ضعف} الآية 54 في الثلاثة فأبو بكر وحفص بخلف عنه وحمزة بفتح الضاد وافقهم الأعمش والباقون بضمها في الثلاث وهو الذي اختاره حفص لحديث ابن عمر فيه وعن حفص أنه قال ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف وقد صح عنه الفتح والضم قال في النشر وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ قيل هما بمعنى وقيل الضم في البدن والفتح في العقل وأدغم {لبثتم} أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الأصل خلافا عنه عن ابن ذكوان وتقدم التنبيه.
واختلف في {تنفع} الآية 57 هنا والطول الآية 52 فعاصم وحمزة.
والكسائي وخلف بالتذكير فيهما لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي أو بمعنى العذر وافقهم الحسن والأعمش ووافقهم نافع في الطول والباقون بالتأنيث فيهما مراعاة للفظ وقرأ ولا يستخفنك الآية 60 بتخفيف نون التوكيد ورويس ومر بآل عمران.
المرسوم قال الغازي بلقاي وبهم ولقاي الآخرة بالياء بعد الألف واتفقوا على رسم ألف بعد واو السوآى وعلى رسم واو بدل الألف مع ألف بعدها في شفعؤا وكانوا وعلى رسم يبدؤا بواو وألف واتفقوا على حذف الياء في بهاد العمي واختلفوا في حذف ألفها واختلفوا في قطع من عن ما في قوله تعالى: {من ما ملكت أيمانكم} وأجمعوا على التاء في {رحمت الله} و{فطرت الله}. اهـ.